الممرضة.. والذئب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعرف عليها في إحدي حفلات الزفاف الشعبية.. منذ ان رآها وقع في حبها فقد وجد فيها كل مواصفات فتاة أحلامه فهي شديدة الجمال والأنوثة وهي أيضا أعجبت به وافترقا علي أمل اللقاء مرة أخري.
لم يمض وقت طويل حتي نفذ وعده وذهب لبيت أهلها لخطبتها والذين رحبوا به بعد ان لمسوا ترحيبها بالرغم من عمله "منجدا" وعملها كممرضة في احدي العيادات الخاصة وتمت الخطبة وسط بهجة من الأهل والأقارب.
تم الزفاف بسيطا يتناسب مع امكانياته ووعدها بالإخلاص والوفاء والحب الأبدي وخلال ثلاثة أعوام أتم الله عليهما سعادتهما بانجابها لفتاتين واضطر إلي طرق أبواب الرزق حتي يستطيع تلبية طلبات زوجته وتغطية مصروفات ابنتيه الصغيرتين فتوجه للسفر إلي الخارج عن طريق أحد مكاتب التسفير. سافر الزوج لمدة 15 عاما كان خلالها يأتي علي فترات متقطعة لزيارة عائلته الصغيرة حتي استقر وقتها بدأ في الانفاق من الثروة التي جمعها في الخارج فقام بشراء شقة وكتبها باسم زوجته الوفية التي أخلصت له وأحبته وحافظت علي ابنتيه كنوع من العرفان لها بالجميل وإقرارا لها بحبه إلا انها فوجئت به يجلس في المنزل دون الذهاب للعمل ولا حتي قام بفتح أي مشروع خاص يدر عليه ربحاً. حاولت زوجته لفت نظره إلي انها لن تتحمل ان تكون زوجة "عاطل" ونبهته إلي ان الأموال التي معه ستنفد إن آجلا أو عاجلا لانه تحول إلي شخص مبذر ينفق أمواله علي كل شيء دون ان يدقق فيما ينفق إلا انها بدأت تلاحظ ان هناك تغيرا طفيفا في تعامله معها.
بعد فترة نشبت بينهما مشاجرة حامية بعد ان نفدت أمواله وأصبح عالة عليها فاضطرت إلي ترك المنزل بعد ان تشاجر معها أمام جيرانها.
لم يمض يومان حتي فوجئت باحدي جاراتها تخبرها هاتفيا ان زوجها علي علاقة باحدي الجارات التي استغلت غيابها وأوقعته في شباكها وانه كثير اللقاء بها في "شقة الزوجية" بعد ان خلا لهما الجو.
لم تصدق الزوجة المسكينة ما قالته جارتها فلا يمكن له خيانتها بعد كل تضحياتها معه وبعد كل هذا الحب والعشرة الطيبة التي جمعت بينهما ولكن لانها تريد قطع الشك باليقين انتظرت حتي حل الليل واتجهت إلي شقتها وغافلت زوجها الذي تبين لها انها لم تكن تعرفه جيدا بعد رؤيته هو وجارتها في وضع مخل بالآداب لم تجد الزوجة مفرا من الطلاق الذي طالبته به حتي تثأر لكرامتها المجروحة.
انفصلت عنه واستمرت في عملها حتي تستطيع الانفاق علي ابنتيها وعاشت في بيت والدها إلا انه لم يتركها فقد أصر بشدة علي ضم ابنتيه إلي حضانته واستطاع ضمهما إليه بالرغم من انهما اعترضتا علي ذلك.
لم تقطع الأم صلتها بابنتيها اللتين ترعرعتا معها إلا انها فوجئت بابنتها الكبري والتي لم تتعدي ثمانية عشر عاما تتصل بها وتريد منها مقابلتها لأمر هام وهي تبكي بحرقة لم تنتظر الأم طويلا ارتدت ملابسها وهرعت لتري ما حدث وأكبر ما جاء في عقلها ان والدها قام بضربها.
عندما رأت الفتاة أمها انهارت وظلت تبكي وأخبرت أمها بالفاجعة الكبري انه تحرش بها وهي تخاف علي نفسها منه لم تصدق الأم المكلومة أذنها ولم تجد مفراً من اصطحاب ابنتها لقسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة أمامرئيس المباحث خوفا عليها وعلي أختها الصغري التي لم يتعد عمرها سابعة عشر عاما.
قام معاونا المباحث باستدعاء الأب وإحالته للنيابةالتي أمرت بإحالته إلي محاكمة عاجلة